الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
فنتكلم عن الاستشراق، وموقفه من السنة المطهرة، والمنهج الذي اتبعه المستشرقون في الدراسة، كمقدمة لدراسة شبههم التي أثاروها حول السنة المطهرة:
الاستشراق في اللغة:
الألف، والسين، والتاء للطلب، حين أقول: أستغفر الله؛ يعني: أطلب المغفرة من الله تبارك وتعالى، فاستشرق أصل المادة شرق، تقول: شرقت الشمس أي: طلعت، واسم المكان أو الجهة المَشْرِق:{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ}(البقرة: ١١٥). ويُقال: شتان ما بين مَشْرق ومغرب ... إلى آخره.
وكلمة استشرق أي: طلب دراسة ما يتعلق بالشرق، المُسْتَشْرِق: اسم فاعل من استشرق أي: الذي طلب دراسة ما يتصل بالشرق، والاستشراق اصطلاحًا كما عرفته كثير من المصادر التي تكلمت عن الاستشراق ودلالاته: هو علم الشرق، أو علم العالم الشرقي، وهو تعبيرٌ أو مصطلح أطلقه الغربيُّون على الدراسات المتعلقة بالشرقيين، دراسةِ شعوبهم، وتاريخهم، وأديانهم، ولغاتهم، وأوضاعهم الاجتماعية والسياسية وحضارتهم، كل ما يتعلق بهم، كان هذا معنى الاستشراق.
ثم صار الاستشراق يُطلق على معنى خاص: بعد هذا المعنى العام الذي يعني دراسة الشرق بكل أحواله، صار يختصّ -أي: الاستشراق- بدراسة الإسلام والشعوب الإسلامية لخدمة أغراض التبشير، وخدمة أغراض الاستعمار الغربي