-تبارك وتعالى-: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}(الشعراء: ٢١٤)، والحديث في الصحيحين:((صعد على جبل الصفا، ونادى قبائل قريش كلها، ولما اجتمعوا: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلًا خلف هذا الوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك كذبًا قط، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد))، آيات كثيرة والنبي -صلى الله عليه وسلم- خطبهم وحذرهم وأنذرهم وبشّرهم، يعني:((أفلا أبشر الناس؟)) ((من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة))، ((لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان أأبشر الناسَ يا رسول الله؟ يقول: إذن يتكلوا)).
أحاديث كثيرة جدًّا الذي بشر هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- والذي أنذر هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأي دلالة في الآية على الاكتفاء بالقرآن الكريم وحده؟ إنهم يجمعون آيات يتصورون أنها تسعفهم فيما ذهبوا إليه من إنكار حجية السنة، وكأنهم وقعوا على ما لم تقع عليه الأمة من قبلهم.
{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ} يعني: التمسك بقوة، ومهما كان هناك من عقبات وما إلى ذلك، أي دلالة في الآية على الاقتصار على القرآن الكريم؟ نريد من الكل أن يتمسك بالكتاب وبالقرآن الكريم، وندعو المسلمين جميعًا إلى كل ذلك، بل ندعو الناس إلى هذا، ومن يتمسك بالقرآن الكريم ويطبّقه بالضرورة