{مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}(البقرة: ١٠٥)، وفي قوله تبارك وتعالى:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}(البقرة: ١٠٩) إذن القرآن الكريم يسجِّل موقفهم قديمًا وحديثًا، وفي الحقيقة هم انطلقوا من هذه الروح العدائية التي اتجهوا بها ناحية المشرق بغرض الاستعمار، والسيطرة على الأمة الإسلامية، وإبعادها عن دينها، والقضاء عليها اقتصاديًّا وسياسيًّا، وهذا هو الذي حدث فعلًا، وإن شاء الله -تبارك وتعالى- تخرج هذه الأمة من هذه المعركة منتصرة بإذن الله؛ بعودتها الظافرة إلى كتاب ربها وسنة نبيها -صلى الله عليه وسلم-.
ملامح منهج المستشرقين في دراسة الإسلام
نُنَبِّه عن منهج المستشرقين في دراسة الإٍسلام. هم يحاولون أن يُلبسوا دراستهم ثوبَ الدراسة العلمية الدقيقة، يُكثرون جدًّا من استعمال مصطلحات خادعة، مثل قولهم: إن التحقيق والموضوعية والتدقيق والتمحيص هو منهجهم في كل ما يبحثون، لا يُفرِّقون في ذلك بين عدوٍّ أو صديق، أو قريب أو بعيد، ويقولون: إنهم يعتمدون على المنهج العلمي وعلى المنهج التجريبي، وأنهم يدرسون العقائد الدينية على أسسٍ من المبادئ المستمدَّة من العقل والمنطق، هكذا يزعمون. يشهد الله أن هذا كلام بعيد جدًّا عن الحقيقة، ولا هناك أمانة علمية ولا ثوب علمي، ولا يمتُّون إليه بصلة.
حتى من وُصف منهم بالإنصاف والدقة، ومحاولة الحيدة يعني: كثير من علمائنا