(حديث الإسراء والمعراج، ودفع ما أثير حوله من شبهات)
تخريج الحديث، وبيان درجته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأحبابه وأصحابه وأزواجه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد:
حديث الإسراء والمعراج:
وهذا أيضًا من الأحاديث التي تكلموا فيها بعقولهم وأثاروا الشبه حولها؛ مما يجعلنا دائمًا في حاجة إلى مناقشة حدود العقل في الكلام عن الغيبيات، وعن أمور الوحي، وعن المعجزات، وما إلى ذلك للتنبيه على أن هذا إقحام للعقل فيما ليس من مجال عمله، وهذا ليس احترامًا للعقل أبدًا، وحين نتصدى لهذا فإن ذلك ليس من باب المصادرة على العقل في حرية التفكير، وما إلى ذلك على كل سنحاول أن نفهم وجهة نظرهم ونتوقف مع بعض الشبهات التي أثاروها حول الإسراء والمعراج، ونرد عليهم في ذلك، ونبدأ ببيان الحديث أو ذكر الحديث، وهو حديث طويل، وهو أيضًا موجود في كل كتب السنة من مصادرها، يعني نقول بلا مبالغة: لا يوجد مصدر من مصادرها في السنة إلا وذكر معجزة الإسراء والمعراج بتفصيلات طويلة جدًّا.
الحديث ننقله الآن من البخاري:
رواه البخاري في صحيحه: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن مالك بن صعصعة -يعني: صحابي يروي عن صحابي-: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حدثه عن ليلة أُسري به)) هذه بداية الحديث. ((بينما أنا في الحَطِيم -وربما قال: في الحِجْر)) يعني: إما هنا أو هنا ((إذ أتاني آتٍ فقال: وسمعته يقول: فَشَقَّ ما بين هذه إلى جنبي)) يعني: شَقَّ من صدر النبي الشريف من أعلاه إلى منطقة الشعر من أسفل، واستخرج قلبه الشريف ((فاستخرج قلبي، ثم أُتِيت بطَست من ذهب مملوءةً إيمانًا فغسل قلبي، ثم حُشِيَ ثم أُعِيد)) الرحلة بدأت بشق صدره -صلى الله عليه وسلم- ((ثم أُتِيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض هو البُراق)) أحد رواة الحديث اسمه الجارود يسأل