وأما مادة شبه بمعنى الشبيه، فهذه قد وردت في أحاديث كثيرة، منها مثلًا:((وأما الشبه في الولد، فإن الرجل إذا غَشي المرأة فسبقها ماؤه؛ كان الشبه له، وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها)) الشبه هنا بمعنى المماثلة، وهذا الحديث رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء باب خلق آدم وذريته، هو جزء من حديث، وأيضًا رواه مسلم في كتاب الحيض، باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها، في قصة غير قصة البخاري، يعني: كل واحد ساق للحديث قصة غير الآخر، لكن القدر المشترك منها هو استعمال كلمة الشبه هنا بمعنى الدلالة على المماثلة.
الخلاصة: أن القرآن الكريم والسنة المطهرة استَعملا كلمة الشبه بالمعنيان الذي قلناهما، نقلًا عن كتب اللغة، ونخلص في النهاية إلى أن مادة شبه فيها معنى التشابه والتماثل، وفيها معنى الالتباس والإشكال في اللغة، وفي الشرع: ما التبس أمره، فلا يُدرى ما هو من باب الحلال أم الحرام، وهذا يرجع فيه إلى أهل الاختصاص.
موقفنا من الشُبه وواجبنا نحوها
لو أن أحدنا عرضت له شبهة في أمر من الأمور، ما هو موقفه؟ وفي الحقيقة تعرضت لها لأنها مسألة إيمانية مهمة، وتمثّل جانبًا من جوانب العظمة والروعة في الإسلام وعلاجه لما يعتلج في النفوس البشرية.
نحن في رحلة الإيمان لنا أعداء، من الشيطان ومن النفس والهوى، كما هو ثابت بأدلة كثيرة، وقد ينزغ الشيطان في صدر المؤمن بما يُخالف الشرع، وقد تحدِّثه نفسه أو هواه شياطين الإنس أو الجن، فما هو الحل؟