عند الإمام مسلم في كتاب الإيمان، روى الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- بسنده إلى أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:((يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذْ بالله، ولينتِه)) وفي رواية: ((فليقل: آمنت بالله)).
إذن، ممكن تثار شبهة في النفوس، الشيطان يلقيها، أو أيّ جهة أخرى تلقيها من شياطين الإنس الآن، من الذين نقرأ لهم أو نسمع لهم في أي مكان، ما هو الحل؟
وأنقل كلامًا عن الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في أثناء شرحه لهذا الحديث في (شرح مسلم) يقول -رحمه الله تعالى: وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((فمن وجد ذلك فليقل: آمنت بالله))، وفي الرواية الأخرى:((فليستعذ بالله، ولينْتَه)) فمعناه: الإعراض عن هذا الخاطر الباطل، والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه.
بعض نزغ الشيطان يكفي في ردِّه أن تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وقد ورد في ذلك قول الله تبارك وتعالى:{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}(فصلت: ٣٦){فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}(النحل: ٩٨) لكن إذا كانت شبهة؛ يعني: كثير من الخواطر البشرية السيئة يكفي في ردِّها أن تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، كما ورد في الحديث، ولتقطع المواصلة في التفكير عن هذا الخاطر بأي طريقة كانت؛ كأن تخرج من المكان الذي أنت فيه، كأن تغلق الكتاب الذي تقرأ فيه مثل هذا الكلام، أو الشريط الذي تسمع فيه هذا الكلام، أو تنتقل إلى مجموعة من أصحابك الصالحين تدير معهم حديثًا آخر بأي شكل كان.
لكن لو كانت شبهة، ينقل الإمام النووي عن الإمام المازري في (المعلم) قوله: