ربًّا وبالإسلام دينًا وبسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولًا، ونعلم أن الإسلام إنما يؤخذ من القرآن الكريم ويؤخذ من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
والذين يجافون سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- هم على جفوة مع القرآن الكريم، هم على جفوة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بل أين رضاهم بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وما علامة رضاهم بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؟! الذي أمرنا أن يكون هذا من الأذكار اليومية، وأن نعلنه صباحًا مساءً:"رضيت بالله -تبارك وتعالى- ربًّا وبالإسلام دينًا، وبسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولًا". لم يرضَ الإسلام دينًا مَن جحد السنةَ، بل لم يرض الله ربًّا؛ لأنه خالف أمره في عدم اتباع نبيه -صلى الله عليه وسلم- ولم يرضَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى يقر برسالته، لكن المنافقون زعموا أنهم قالوا:{إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّه}(المنافقون: ١) والله -عز وجل- سجّل عليهم الكذبَ.
معاندة السنة قد تصل بالإنسان إلى ما هو أسوأ من النفاق -والعياذ بالله تبارك وتعالى- ولا دليلَ على الرضا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أن نصدق بأنه النبي الصادق المصدوق الذي أمرنا الله -تبارك وتعالى- باتباعه، وهو صادق في كل ما بلغه عن الله -عز وجل- وصادق في كل قول يقوله:{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}(النجم: ٣، ٤).
هذا ما ندين الله -تبارك وتعالى- به، ونعلم أن الإسلام هو القرآن، وهو السنة المطهرة، والدليل المأخوذ منهما هو الدليل الشرعي الذي تسير عليه الأمةُ في كل أحكامها الشرعية.
وهذه معظم الآيات التي يستند إليها المعاندون للسنة، ويتصورون أنهم بذلك قد أتوا بأدلةٍ تحث على اتباع القرآن الكريم وحدَه، وقد رددنا عليها بما وفّق الله -تبارك وتعالى- به أقول: إننا نتناقش في البدهيات، آيات القرآن الكريم واضحة الدلالة في اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- بل في وجوب اتباعه، بل في تعليق الإيمان على ذلك، كما ذكرنا مرارًا.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.