تقدَّم إسلامهم، أو تأخر إسلامهم يقول الله -تبارك وتعالى-: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}(الحديد: ١٠) نعم. هناك تفاوت في الفضل بين الصحابة، لكنهم جميعًا أفضل أجيال هذه الأمة، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-: ((خير القرون قرني)) إلى آخر الأحاديث الواردة في هذا.
معاوية صحابي جليل يَثبت له ما يثبت للصحابة من عدالة، ومن صدق، ومن أمانة، ومن عفَّة، ومن طهارة، ومن استقامة، ومن حِرص على القرآن والسنة، أيُّ افتراء عليه لا يجوز، أيُّ خطأ في حقّه مردود على أصحابه، هذا من كيد الشانئة المغرضين الرافضة.
معاوية صحابي جليل صاحبه -صلى الله عليه وسلم- كاتب وحيه، أمين سره الذي ائتمنه الصحابة على مشاركتهم في حكم بعض البلاد، ولاه عمر الشامَ، وظل عليها إلى أن تولى الخلافةَ في سنة ٤٠ هجرية أو في سنة ٤١ هو عام جماعة الذي وحد الله فيه الأمة الإسلامة بعد أن كان قد ظهر الخلاف بينها بعض الشيء.
إذن الصحابة: معاوية، أبو هريرة، وغيرهم، ممن تكلموا في حقهم أجل وأعظم وأسمى من أن يكونوا جنودًا للأمراء في ذلك، ولا الأمراء أنفسهم طلبوا أحاديث، ولم نجد مواقفَ طلب فيها بعضُ الحكام من العلماء أن يضعوا أحاديث يساندون بها أي موقف لأي حاكم يريد أن يتخذه في قضية ما؛ سواء كانت قضية دينية، أو علمية، أو سياسية، أو ما شاكل ذلك.
بعض الأحاديث التي يحاولون أن يستدلوا بها على ذلك:
مثل الأحاديث التي تحث على طاعة الأمراء، الفقه السياسي الآن سبق به الصحابة، وهو العمل على استقرار الأمة، وسدِّ باب الخلاف، وسدِّ باب