كان الغرض أن المدرسة الحديثية بنفسها وضعت القواعد، وهو قد طال نفسه في الرّدّ على بعض الأحاديث، واستغرقت عدة صفحات، وردَّ عليها من القرآن ومن السنة ومن الإجماع، مثل "أن الخَضرَ موجود، وأنه حي الآن" طال نفسه جدًّا في الرّدّ عليه، وأقام عشرات الأدلة من القرآن، ومن السنة، ومن الإجماع، ومن العقل، على مخالفته للقرآن وللسنة الصريحة.
وأيضًا أن يكون الحديثُ مخالفًا لصريح القرآن مثل حديث الذي حدَّد مقدار الدنيا، وأنها "سبعة آلاف سنة "، ونحن في الألف السابعة، وهذا من أبين الكذب -هذا كلام ابن القيم- لأنه لو كان صحيحًا لكان كل أحد عالِمًا أنه قد بقي للقيامة من وقتنا هذا أي: في الوقت الذي تكلم فيه ابن القيم، والله تعالى يقول:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}(النازعات: ٤٢). والشيخ عبد الفتاح أبو جود -عليه رحمة الله- استنتج من كلمات ابن القيم هنا أن هذا الكتاب- (المنار المنيف) - ألفه ابن القيم قبل وفاته تقريبًا بعام واحد؛ لأنه سنة ٧٥٠ لو كان سبعة آلاف سنة يقول: ونحن الآن في الألف السابعة باقي مائتان وخمسون عامًا وسنة أي: قبل وفاته بسنة واحدة -رحمه الله تعالى-.
على كل حال هذا معارض أن علم الساعة قد انفرد به الله -تبارك وتعالى-: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ}(لقمان: ٣٤){يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا}(الأعراف: ١٨٧) إلى آخر الآيات.
وأيضًا في حديث جبريل المشهور سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الساعة فقال:((ما المسئول عنها بأعلم عن السائل)) ويقولون في ردِّ النبي -صلى الله عليه وسلم- الفصاحة والبلاغة كلها لم يقل: لا أعلم، لو قال النبي -صلى الله عليه وسلم: لا أعلم، لكان الباب مفتوحًا لمن يكون بعض