للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هل نُقِل عن الرسول قول أو فعل أثناء إصابته بالسحر يُفهَم منه خلل في التبليغ، أو في الأحكام، أو في النقل، أو في آيات القرآن، أو ما شاكل ذلك؟ نحن نتحدى هاتوا لنا موقفًا واحدًا أثناء مرضه بالسحر، حتى العلماء حددوا التاريخ، قالوا: كان بعد عودته من الحديبية، في أواخر سنة ستة هجرية وأوائل سنة سبعة، وحددوا المكان الذي كان فيه السحر، كل ذلك وارد بالأدلة. يعني: لم يَخْفَ شيء، ليس هناك ما نخفيه ولا ما نستره، لا تأثيرَ للسحر أبدًا على القدرات التفكيرية أو ما شاكل ذلك، أو الوحي الذي جاءه. ونتحدى أن يأتي أحد -هذا الذي كان يخيفنا- أو يقال: قولكم بالسحر قد أثَّرَ على النبوة، ونتحدى أن يأتي موقف واحد يبين أنه أثَّرَ على ما يخص التبليغ، وما يخص الدعوة، وما يخص مهامّ النبوة بأيّ صورة من الصور. ((يُخَيَّل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله))، هذه رواية مطلقة فُسِّرت في روايات متعددة كلها في (الصحيح) بأنه يُخَيَّل إليه أنه يأتي النساء ولا يأتيهن.

وأثَر السحر يبدو في المقام الأول في قضية المعاشرة الزوجية، هل سمعنا عن رجل اختل عقله بسبب ذلك؟ هل سمعنا عن رجل ظهرت عليه علامات الجنون أو الخبل؟ لم نسمع أن رجلًا من الناس بسبب ذلك تعرض لشيء يتعلق بفكره، بعقله، بقدراته البشرية، أو البدنية، أو كذا ...

نحن قلنا: إن الساحر لا يستطيع تغيير حقائق الأشياء، هو لا يسلب الرجل القدرة ثم يعيدها إليه، كل الذي يحدث إنما هو أثر في نفس المسحور، فيتخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله، لكن القدرات لم تمس، لا القدرات العقلية، ولا القدرات البدنية، وحتى غير الأنبياء أمامنا دليل، ونحن نتحدى في هذا، حتى في حياة البشر العاديين أن يأتوا بحادثة واحدة يقولون: إن مَنْ مُنِعَ النساء بالسحر ...

<<  <   >  >>