وهذه قاعدة قرآنية:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}(النحل: ٤٣){وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}(فاطر: ١٤).
ومن العجيب -كما ذكرنا مرارًا- أن الكلأ المباح والميدان المفتوح لكل من يريد أن يتقوَّل أو يتكلم هي أمور الشرع وعلوم الشريعة، وكل أهل تخصص آخر يحافظون على تخصصهم، ويكَوِّنُونَ لهم نقابة ولا يسمحون لأحد أن يتكلم في الطب إلا بتصريح، الطبيب الذي يفتح عيادة عليه أن يحصل على تصريح من نقابة الأطباء، وكذلك المهندس، أما علوم الشرع فلها الله -عز وجل- هي الكلأ المباح المفتوح لكل مَن أراد أن يتكلم، حتى ليتهم يتكلمون بأدب أو ببحث عن الحق، إنما السيوف مُشْهَرة في أيديهم، ليست سيوف القتل، سيوف الاتهام بضيق العقل، بالظلامِيّة، بعدم قبول الآخر لكل مَن يتصدى لهم أو يحاول أن يردهم عن فهمهم الخاطئ.
إذن هذه أيضًا من القواعد المقررة عند أهل العلم.
من الأمور أيضًا التي نتكلم فيها:
أن الغيبيات لا تُؤخَذ إلا من القرآن ومن السنة، لا مجالَ للعقل فيها، يعلموننا في علم التوحيد: الإلهيات، والنبوات، والسمعيات، أي: الأمور التي تعتمد على السمع، أو الغيبيات من حساب القبر، من كل أمور غائبة، نحن بُحَّ صوتنا أن ميدان عمل العقل هو الكون، هو الأشياء المادية، أما الأشياء التي ليست مادية فالدليل عليها هو القرآن الكريم والسنة المطهرة، لا تعتمد إلا على السمع وحده، لا مجال فيها للتخرُّصَات ولا ... العقل يتكلم فيها على أي أساس، هو هل رآها؟ هل كذا؟ ... كل ما لدينا من معلومات حولها إنما هو مما جاء في القرآن