للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من معجزات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معجزة تتعلق بالمستقبل: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسه أخبر بوجود هذه الطائفة التي تزعم أنها تكتفي بالقرآن الكريم، يقول -عليه الصلاة والسلام-: ((ألا إني أُوتيتُ الكتاب ومثله معه)) أي: السنة ((ألا يوشك رجل شبعان متكئ على أريكته يقول: عليكم بالقرآن؛ فما وجدتم فيه من حلالٍ فأحلُّوه، وما وجدتم فيه من حرامٍ فحرِّموه، ألا يحلُّ لكم الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب من السباع، ولا لُقَطُ معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها)) إلى آخر الحديث، هذا الحديث رواه أبو داود في كتاب السنة، في باب لزوم السنة، ورواه أيضًا الترمذي وابن ماجه في كتب السنة من حديث المقداد بن معد يكرب -رضي الله تعالى عنه-.

النبي -صلى الله عليه وسلم- يحدثنا عن هذه الطائفة: ((ألا يُوشك رجلٌ شبعان متكئ على أريكته يقول: عليكم بالقرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلّوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرِّموه)) هذه هي الدعوى التي تتكرَّر هذه الأيام، وستأتي أيضًا في الأجيال القادمة بعد أن أشبعت دراسة وردَّ عليها بكثير جدًّا من اجتهادات العلماء، ومع ذلك يلوكونها دائمًا حينما يريدون أن يهاجموا الإسلام، ونقول ذلك لنبين أن الدعوى في خبثها وفي هدفها النهائي تحاول القضاء على الإسلام من خلال التشكيك في السنة، ومن خلال عدم الربط، أو عدم بيان العلاقة بين القرآن الكريم والسنة المطهرة.

شيخنا العلامة فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو شهبة -رحمه الله تعالى- يعلِّق على هذا الحديث الذي ذكرناه الآن، يقول -رحمه الله-: "قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((يُوشك رجل شبعان)) يُحذِّر بهذا القول من مخالفة السنن التي سنَّها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما ليس له في القرآن ذكرٌ على ما ذهبت إليه الخوارج والروافض؛ فإنهم تمثَّلوا بظاهر القرآن الكريم، وتركوا السنن التي تتضمَّن بيان الكتاب؛ فتحيَّروا وضلُّوا، وأراد

<<  <   >  >>