{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} على المسلم أن يعتقد اعتقادًا جازمًا أن ما يطلبه الله من عباده ما يأمر به وما ينهى عنه، وكذلك ما يأمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه الفلاح والفوز والهداية والنجاح، وفيه -السعادة في الدنيا والآخرة- {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}.
وفي سورة الأنفال أيضًا بيان لأسباب النصر:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا}(الأنفال: ٤٥) هذا سبب، {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ}(الأنفال: ٤٥، ٤٦) يعني: تبين الآيات أن طاعة الله تعالى وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- إنما هي من أسباب النصر، التي تجلب العون والتوفيق والحماية من الله -عز وجل- وتستنزل نصره وتأييده وإعزازه للفئة المؤمنة، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}(الأنفال: ٤٥، ٤٦).
وأيضًا في سورة التوبة، يجعل الله -عز وجل- طاعة الله تعالى وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- من أهم مقومات المجتمع المؤمن، من أهم العلامات التي تُميّز المجتمع المؤمن عن غيره من المجتمعات، في قوله تعالى خصوصًا بعد أن تحدث الله -عز وجل- عن المنافقين قبل هذه الآيات، انتقل القرآن الكريم إلى الكلام عن المؤمنين:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}(التوبة: ٧١) ما شأنهم؟ {يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}(التوبة: ٧١) طاعة الله تعالى وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- من أهم سمات المجتمع المؤمن، {أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.