بعض الفروق التي يذكرونها دفعا لما عساه أن يتوهم من المعارضة بين المسائل كان من ذلك أنه إذا مر على قوله في باب الذكاة وذبح لصنم الخ يبحث في الفرق بينه وبين ما ذبح لعيسى ولأي شيء كان، الأول وهو ما ذبح لصنم يحرم أكله والثاني وهو ما ذبح لصليب أو عيسى يكره فقط مع أن كل واحد منهما ذكر عليه اسم غير الله ويستشكل الفرق الذي ذكره الشيخ علي الأجهوري وغيره وأطال في ذلك فتكلمت في ذلك مع شيخنا أبي عبد الله سيدي محمد المسناوي وفاوضته في المسألة بعد أيام فلم يجبني بمقنع فحملني ذلك على أن قيدت في المسألة كلاما أكثره من مفادات شيخنا الإمام أبي علي سيدي الحسن المذكور ونص ذلك الكلام ينتهي ذلك الكلام في الصفحة: رقم ١٩ من الرحلة.
ومن نفس الصفحة: ١٩ يقول الشيخ أبو حفص: وأما الفقيه العالم الأستاذ أبو العباس سيدي أحمد بن مبارك السجلماسي فكان علامة حافظا نظارا يطيل في المناظرة لا يكاد ينقطع متفننا جامعا بين المعقول والمنقول والدراية أغلب عليه من الرواية وأكثر دروسه في العلم المعقول يكثر من الحكايات في مجلسه وكان حفظه الله متواضعا صاحب طريقة واسع الصدر مع الطلبة يباحثونه في مجلسه ويثبت لمباحثهم ولا يضجر منها يطيل النفس معهم في ذلك وربما مضى وقت الدرس وهو مع الباحث في مسألة.
وأما الفقيه الحافظ أبو عبد الله سيدي محمد بن عبد الله السجلماسي فكان رحمه الله حافظا متفننا مشاركا في العلوم أصله من سجلماسة واستوطن هو وأبوه مدينة فاس وبها نشأ ثم بعد أن حصل العلوم رحل إلى