المعروف من أولاد العلامة الشيخ سيدى محمد الذى كان خليفة لوالده والمزداد بتنلان سنة ١١٥١ هـ والمتوفى سنة ١٢٣٣ هـ بأولاد علي من قصور تيمى كانت له اليد الطولى في العلم والإفتاء، وقد أخذ الإجازة عن الشيخ سيدى احمد بن عبد العزيز الهلالي وكانت بينهما مراسلات من بينها هذه الرسالة التى بعث بها إليه الشيخ الهلالي وهي مذكورة في غنية المقتصد السائل فيما حل بتوات من النوازل نصها: الفقيه النجيب الحبيب بن الحبيب الأغر الأبر، سيدي محمد بن عبد الرحمن بن عمر، عمر الله قلبه بأنوار المعارف، وأيده بأنواء العواوف، سلام على مقامكم الأغر، ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد: فإن تأخر جوابكم ليس لعدم الاهتبال، ولا لغروب حقوقكم على البال، لكن لأعذار تعذر الآن تفصيلها، يعز معها تحرير المسائل وتحصيلها، وقد مرت ملاقاتي لحامله على عجل، فزبرت هذه الحريفات على خجل، وقد فرحت وحمدت الله على حسن فهمك واعتنائك، وحرصك على اقتطافك ثمار التحقيق واجتنائك، وتفرست فيك أن ستكون إن شاء الله إماما، للواء العلم حاملا، وتمثلت بقول القائل:
إن الهلال إذا رأيت نموه ... أيقنت أن سيكون بدرا كاملا
حقق الله فيك الأمل، وأبلغك الدراجة العليا من العلم والعمل، وها أنا ذا كاتب للسيد الوالد في أمرك، بارك الله في عمره أو عمرك، والموكد به عليك أن تجد كل الجد في اقتباس العلم والعمل به، فإن من طلب وجد، وجد ما قد جد في طلبه، وأن تخلص لي من دعائك بتنوير أعماق قلوبنا القاتمة، وسر وارد الآثام بالمغفرة العامة، وحسن الخاتمة.