للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقولهم هذا متناقض أيما تناقض وتصوره كافٍ في رده، قال شيخ الإسلام ابن تيمية_رحمه الله تعالى_: =ولهذا قال طائفة من العقلاء: إن عامة مقالات الناس يمكن تصورُها إلا مقالة النصارى، وذلك أن الذين وضعوها لم يتصوروا ما قالوا، بل تكلموا بجهل، وجمعوا في كلامهم بين النقيضين ولهذا قال بعضهم: لو اجتمع عشرة نصارى لتفرقوا عن أحدَ عشرَ قولاً.

وقال آخر: لو سألت بعض النصارى وامرأته وابنه عن توحيدهم لقال الرجل قولاً، وامرأته قولاً آخر، وابنه قولاً ثالثاً+ (١) .

وقال ابن القيم_رحمه الله تعالى_ في معرض رده عليهم: =أما خبر ما عندكم أنتم فلا نعلم أمةً أشدَّ اختلافاً في معبودها منكم؛ فلو سألت الرجل، وامرأته، وابنته، وأمه، وأباه، عن دينهم لأجابك كلٌّ منهم بغير جواب الآخر+ (٢) .

بل قيل فيهم: =لو توجهت إلى أي نصراني على وجه الأرض، وطلبت منه أن يصور لك حقيقة دينه، وما يعتقده في طبيعة المسيح تصويراً دقيقاً_لما استطاع ذلك (٣) .

هذا وقد بيَّن الشيخ رحمة الله الهندي في كتابه (إظهار الحق) ما عندهم من التناقض، وكذلك الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه (محاضرات في النصرانية) .

٥_القدرية: هم في الحقيقة مشركون في الربوبية، وهذا لازم لمذهبهم؛ لأنهم يرون أن الإنسان خالقٌ لفعله، فهم أثبتوا لكل أحد من الناس خَلْقَ فعله.

والخلق إنما هو مما اختص الله به، قال_تعالى_[وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ] (الصافات: ٩٦) .

وأفعال العباد لا يخرجها شيء من عموم خلقه_عز وجل_ (٤) .


(١) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية ٢/١٥٥.
(٢) هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم، ص٣٢١.
(٣) مايجب أن يعرفه المسلم عن حقائق النصرانية والتبشير لإبراهيم الجبهان، ص١٣.
(٤) انظر مجموع الفتاوى ٨/٢٥٨ والإيمان بالقضاء والقدر للكاتب ص١٧٣_١٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>