يستدل المانعون: على أنها من عادات النصارى التي سرت إلى بلاد المسلمين، وأن النصارى كانوا ينقلونها بين أصابع العريس، قائلين بين كل أصبع وأصبع: بسم الأب، بسم الابن، بسم روح القدس، وهذه هي عقيدة التثليث التي حكم القرآن بكفر أهلها. ويستدل المجيزون: أن هذه من العادات التي سرت إلى بلاد المسلمين، وصارت عند المسلمين من الأمور المعروفة، ومن عاداتهم التي لا يقصد بها أي نوع من عبادات الكفار الباطلة. بدليل أنك لو سألت عريسا: هل تقصد بلبسك هذه الدبلة اتباع الكفار وتقليدهم؟ أجاب بدون تردد: أنه لا ينوي ذلك أبدا إلا اتباع أعراف البلد التي يعيش فيها، عدا عن كون أكثرهم لم يسمع بهذا أبدا. وصارت هذه عند المسلمين، كأنها من الشروط اللازمة للعرس، بحيث أن العريس إذا رفض أن يلبسها، غضبت عليه العروس، واتهمته أنه لا يحبها. ويستدل المجيزون أيضاً بأمثلة أخرى من الأشياء التي سرت إلى بلاد المسلمين وصارت عندهم عادة: مثل ربطة العنق (ما يسمى بالجرافة)، وحتى البنطال، ليس من عادات المسلمين، بل هو من العادات المستوردة إلينا من الغرب، ولكنه صار لباسا رسميا عند المسلمين. والحق في هذه المسألة أنه ليس هناك من الأدلة الشافية التي يستطيع من خلالها الجزم أنها من عادات النصارى، أو ربما تكون من العادات القديمة عندهم. مع النصيحة للشباب أن يتجنبوا مثل هذه الأمور، خصوصا وأن هناك ثلة من جهابذة العلماء الكبار قالوا بتحريمها.= = ولو استبدل مكانها خاتم الفضة لكان أفضل لأن ذلك من السنة التي جاءت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، قال ابن عمر: ...... اتَّخَذَ رسول الله صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ الْفِضَّةِ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَلَبِسَ الْخَاتَمَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، حَتَّى وَقَعَ مِنْ عُثْمَانَ فِي بِئْرِ أَرِيسَ» رواه البخاري: ٥٤١٧. (قلت: وفي الحديث خطأ ما يقال أن خاتم النبي صلى الله عليه وسلم موجود في متحف في تركيا، لأنه قد ضاع من عثمان رضي الله عنه في البئر). (٢) خفت هذه العادة كثيرا (أقصد لبس الذهب)، والحمد لله لوعي الناس وتوجههم إلى اتباع الحق، ولكثرة الدعاة إلى الخير الذين يقومون بتوعية الناس في هذه الجوانب. وصارت محلات الذهب التي يشتري منها العريس ذهبا لزوجته تقدم دبلة فضة كهدية للعريس. عسى الله أن يمن علينا بأن تنتهي كل المنكرات من أفراح المسلمين.