يختلف الناس في فهمهم للحياة بشكل عام، وللحياة الزوجية السعيدة بشكل خاص، حسب اختلافهم في منهجهم في الحياة الذي يسيرون عليه.
فمتى كان الدين هو المحرك للناس في حياتهم، ومتى ساس الناس الدنيا بالدين متى استراحوا من عناء البحث عن القوانين المثالية، لأن الله الخالق العالم بما خلق، والأعلم بما صنع، أراح الناس من عناء وضع هذه القوانين، فسن لهم أفضل الشرائع، وأنزل إليهم أفضل الكتب.
قال سبحانه: «أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير (الملك:١٤)».
فيرى كثير من الناس الزوج المثالي هو الذي يشغل منصبا راقيا، أو الذي يملك المال الكثير، ظنا منهم أن هذا هو سبب سعادة ابنتهم في الحياة.
وهم يقتبسون ذلك من حياة غربية لا تمت لديننا وحياتنا وحتى عاداتنا بصلة، أو لأفلام ومسلسلات كاذبة تصور للناس أن الحياة ما هي إلا مال ومركب ونزهة، فيخترق عقل الفتيات ذاك الذي يعيش في برج، وتحته الخدم، وعنده المال أنه الرجل المثالي السعيد في حياته، فلا تقبل الفتاة عن مثله بديلا.
ولربما عرفوا الخطأ في هذا الذي يبحثون عنه، عندما ذاقوا الويلات من أمثال هؤلاء، لأن صاحب المال الكثير الذي يعيش في الحياة بلا دين، ينظر إلى ابنتك على أنها متاع كأي متاع يُشترى بالمال.
ونتيجة لهذه التراكمات الفكرية صار الناس يتفننون في تعقيد أمور