للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيكون حكمها وحكم حضورها التحريم الذي لا يشك فيه.

وأما الزفة القديمة فهي لا تخلو من محاذير، منها أن الاختلاط قد يحدث في ثناياها، وتكون النساء عادة متبرجات، أو متزينات بالزينة التي لا تجوز إلا أمام الزوج أو المحارم.

ولا تخلو كذلك من الأغاني التي تصف النساء وتذهب الحياء، فالأولى في المسلم ترك مثل هذه الزفات حتى لا يقع في الحرام، لأن الحرام يحيط بكل جنباتها.

[ما يجوز من الغناء؟]

ما أراد الإسلام أن يكون حال العرس كحال الحزن، وإنما شرع لكل ما يناسبه.

وقد أمر عليه الصلاة والسلام بإعلان النكاح حتى يتميز عن السفاح الذي يكون خلسة.

فقال عليه الصلاة والسلام: «أعلنوا النكاح».

رواه أحمد: ١٥٥٤٥، وصححه الألباني في صحيح الجامع: ١٠٧٢.

بل جعل الفاصل بين الزواج الحلال، وبين الزنا الحرام الضرب بالدف، قال عليه الصلاة والسلام: «فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ الصَّوْتُ وَضَرْبُ الدُّفِّ» رواه أحمد: ١٧٥٦٣، وصححه الألباني في آداب الزفاف: ص ١١١.

تقول عائشة رضي الله عنها: «زَفَّتْ امْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَائِشَةُ! مَا كَانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ؟ فَإِنَّ الْأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمْ اللَّهْوُ» رواه البخاري: ٤٧٦٥.

وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم بعض ما يقال في العرس من الكلام الطيب الذي ليس فيه فسوق، ولا مجون:

<<  <   >  >>