للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: العلاقات المحرمة قبل الزواج]

يبدو أن الكثير من المسلمين فقدوا الغيرة على أعراضهم، فسمحوا لبناتهم أن يخرجن متبرجات، وأن يكلمن الرجال، ويصافحنهم، وقد يقر البعض صداقة ابنته مع بعض الشباب، بحجة الانفتاح والاستفادة من الثقافات أحيانا، والحرية الشخصية أحيانا أخرى.

وبذلك يكون حديث النبي صلى الله عليه وسلم له من الواقع الرصيد الكبير، عندما قال عليه الصلاة والسلام: «ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث» (رواه النسائي: ٢٥٦٢، وصححه الألباني).

والديوث: هو الذي يقر الخبث في أهله ولا يغار على عرضه (١) , فينبغي على كل مسلم غيور، وعلى كل شهم، أن يكون عرضه مصونا محفوظا، محل الثناء والتقدير، ولا يكون مرتعا لفساق الناس.

بل لا يقف الأمر عند هذا، فإن المسلم الغيور ليخاطر بحياته، ويعرض نفسه للخطر إذا حاول أحدهم أن يعتدي على عرضه.

وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم أمثال هذا عندما قال: «من قتل دون أهله فهو شهيد» رواه الترمذي:١٤٢١، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني.

وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم غيرة سعد في أهله، فعَنْ الْمُغِيرَةِ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: «لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ (أي بحد السيف لا بعرضه) فَبَلَغَ ذَلِكَ


(١) فتح الباري: ج ١٧/ص٩٧.

<<  <   >  >>