للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ناهيك عما في هذا الكلام من غيبة وإثم وهو الأهم في ذلك.

ولا يقف الأمر عند وصف العروس وحدها وإنما يتعدى ذلك إلى وصف معظم النساء في العرس بما يلبسن، وبأشكالهن، وحركاتهن، كل تغتاب الأخرى.

وقد حرم الله سبحانه وتعالى الغيبة وعدها من الأمور الشنيعة التي يستحق صاحبها أن يكون كأنه أكل من لحم أخيه وهو ميت، قال تعالى: «وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (الحجرات: ١٢)».

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ، قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟

قَالَ: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ» رواه مسلم: ٤٦٩٠.

وهناك نساء من نوع آخر تظن أنها تمدح العروس بوصف محاسنها، أو وصف إحدى النساء التي رأتها في العرس.

فتقوم بوصف هذه المرأة وصفا تاما أمام زوجها، فيأخذ الزوج الصورة الكافية عن تلك العروس، وربما يفكر فيها ويتمنى لو كانت زوجته، وغالبا ما يَضعُف حبه لزوجته بعد هذا الوصف ولو لفترة بسيطة، لأن النفوس تتأثر بما تسمع وترى (١). فتكون هذه


(١) عد بعض أهل العلم: غض البصر من الأسباب التي تقلل من المشاكل الزوجية، لأن الرجل إذا أطلق
العنان لبصره فإن زوجته ستصغر في عينه، وسيرى من هي أجمل منها مهما كان جمال زوجتة.
وبالتالي سيتمنى أن لو كانت هذه التي رآها هي زوجته، وبالطبع لو كانت زوجته فإنه سيرى من هي أجمل منها وبالتالي سيصغر في عينه أي امرأة يتزوجها وهكذا، ولا حل لهذه المشكلة إلا: بتقوى الله وغض البصر.

<<  <   >  >>