للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} (١)، والهداية نوعان: هداية مجملة، وهي الهداية للإيمان والإسلام، وهي حاصلة للمؤمن، وهداية مفصلة، وهي هدايته إلى معرفة تفاصيل أجزاء الإيمان والإسلام، وإعانته على فعل ذلك، وهذا يحتاج إليه كل مؤمن ليلاً ونهاراً، ولهذا أمر اللَّه عباده أن يقرأوا في كل ركعة من صلاتهم قوله تعالى: {إيَّاكَ نعبُدُ وإيَّاكَ نستَعينُ} (٢)، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه الذي يستفتح به صلاته بالليل: (( ... اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)) (٣)، وأوصى معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن يقول دبر كل صلاة: ((اللَّهمَّ أعنِّي على ذكرك وشكرك، وحسن عبادتك)) (٤)، ومن دعائه - صلى الله عليه وسلم - في استفتاح صلاة الليل: (( ... اهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيِّئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت)) (٥)، وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن يسأل اللَّه الهُدى والسداد: ((اللَّهم إني أسألك الهُدى والسداد)) (٦)، وعلَّم الحسن بن علي - رضي الله عنه - أن يقول في قنوت


(١) سورة الكهف، الآية: ١٧.
(٢) سورة الفاتحة، الآية: ٦.
(٣) مسلم ١/ ٥٣٤، برقم ٧٧٠.
(٤) أبو داود، ٢/ ٨٦، برقم ١٥٢٢، والنسائي، ٣/ ٥٣، برقم ١٣٠٣، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، ١/ ٢٨٤.
(٥) مسلم، ١/ ٥٣٤، برقم ٧٧١.
(٦) مسلم، ٤/ ٢٠٩، برقم ٢٧٢٥.

<<  <   >  >>