للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذهب عنهم الضحك، وخافوا دعوته، ثم قال: ((اللَّهم عليك بأبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط)). قال ابن مسعود: فوالذي بعث محمداً - صلى الله عليه وسلم - بالحق لقد رأيت الذي سمّى صرعى يوم بدر، ثم سُحِبوا إلى القليب، قليب (١) بدر)) (٢)، وفي رواية: <فأقسم باللَّه لقد رأيتهم صرعى على بدر قد غيرتهم الشمس، وكان يوماً حارّاً)) (٣).

هـ - دعاؤه - صلى الله عليه وسلم - على سراقة بن مالك - رضي الله عنه -، لحق سراقة النبي - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يقتله وأبا بكر، لكي يحصل على دية كل واحدٍ منهما؛ لأن قريشاً جعلوا لمن يقتل رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر أو أسرهما دية كل واحد منهما، فلحق سراقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندما رآه أبو بكر قال: يا رسول اللَّه! هذا فارسٌ قد لحق بنا، فالتفت إليه رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((اللَّهم اصرعه))، وساخت يدا فرس سراقة في الأرض حتى بلغت الركبتين، فقال سراقة: يا رسول اللَّه! ادع اللَّه لي، فدعا له رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، ونجت فرسه، ورجع يخفي عنهما، فكان أول النهار جاهداً على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان آخر النهار مسلحة (٤) له يخفي عنه (٥).


(١) القليب: البئر التي لم تطوَ.
(٢) مسلم، ٣/ ١٤١٨، برقم ١٧٩٤.
(٣) مسلم، ٣/ ١٤٢٠، برقم ١٧٩٤.
(٤) المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو، ويرقبون العدو لئلا يطرقهم، فكذلك سراقة كان مدافعاً ومخفياً عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، انظر النهاية، ٢/ ٣٨٨، والقاموس المحيط، ص٢٨٧.
(٥) البخاري مع الفتح، ٧/ ٢٣٨، و٢٤٠، و٢٤٩، برقم ٣٩٠٦، و٣٩٠٨، و٣٩١١.

<<  <   >  >>