للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا المعنى، فعن حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والذي نفسي بيده لتأْمُرُنَّ بالمعروفِ ولتنهوُنَّ عن المنكر، أو ليُوشِكَنَّ اللَّه أنْ يبعثَ عليكم عِقاباً منه ثمَّ تدعونَهُ فلا يُستجابُ لكم)) (١).

[المانع الخامس: الدعاء بإثم، أو قطيعة رحم.]

المانع السادس: الحكمة الربانية، فيُعطى أفضل مما سأل:

عن أبي سعيد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من مسلم يدعو اللَّه بدعوةٍ ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه اللَّه بها إحدى ثلاث: إما أن تُعجَّل له دعوته، وإما أن يدَّخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها))،. قالوا: إذاً نكثِرَ. قال: ((اللَّه أكثر)) (٢)، فقد يظن الإنسان أنه لم يجب، وقد أجيب بأكثر مما سأل، أو صرف عنه من المصائب والأمراض أفضل مما سأل، أو أخَّره له إلى يوم القيامة (٣).


(١) الترمذي، ٤/ ٤٦٨، وحسنه برقم ٢١٦٩، والبغوي في شرح السنة ١٤/ ٣٤٥، وأحمد، ٥/ ٣٨٨، برقم ٢٣٣٢٧، وانظر: صحيح الجامع، برقم ٦٩٤٧، ٦/ ٩٧، وفي الباب عن عائشة ’ ترفعه: <يا أيها الناس إن اللَّه تبارك وتعالى يقول لكم: مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوني فلا أستجيب لكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم>، أحمد، ٦/ ١٥٩، برقم ٢٥٢٥٥. وانظر: المجمع، ٧/ ٢٦٦، وقال العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم ٢٣٢٥: >حسن لغيره<.
(٢) أحمد، في المسند، ٣/ ١٨، وتقدم تخريجه.
(٣) انظر: مجموع فتاوى ابن باز، ١/ ٢٥٨ - ٢٦٨، جمع الطيار.

<<  <   >  >>