للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله: ((وكان - صلى الله عليه وسلم - يفتتح خطبه كلها بالحمد لله، ولم يحفظ عنه في حديث واحد أنه كان يفتتح خطبتي العيدين بالتكبير ... )) (١). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((لم ينقل أحد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه افتتح خطبة بغير الحمد (٢): لا خطبة عيد، ولا خطبة استسقاء، ولا غير ذلك)) (٣).

ودلت السنة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب يوم العيد على مكان مرتفع؛ لحديث جابر - رضي الله عنه - وفيه: ((قام النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفطر، فصلى، فبدأ بالصلاة، ثم خطب، فلما فرغ نزل فأتى النساء فذكرهن ... )) (٤). قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ((ولا ريب أن المنبر لم يكن يخرج من المسجد، وأول من أخرجه مروان بن الحكم، فأُنكر عليه، وأما منبر اللبن


(١) زاد المعاد، ١/ ٤٤٧.
(٢) قال ابن القيم: ((وقد اختلف الناس في افتتاح خطبة العيدين، والاستسقاء، فقيل: يفتتحان بالتكبير، وقيل: تفتتح خطبة الاستسقاء بالاستغفار، وقيل: يفتتحان بالحمد، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهو الصواب؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم)). [أحمد، برقم ٨٦٩٧،وأبو داود، برقم ٤٨٤٠،وابن ماجه، برقم ١٨٩٤، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود، ص٣٩٤،برقم ٤٨٤٠]،وكان يفتتح خطبه كلها بالحمد)). زاد المعاد، ١/ ٤٤٨.
(٣) مجموع فتاوى ابن تيمية، ٢٢/ ٣٩٣.
(٤) متفق عليه: البخاري برقم ٩٧٨، ومسلم، برقم ٨٨٥، وتقدم تخريجه.

<<  <   >  >>