واستولى بنو مرين من جديد على تلمسان، فخرج أبو حمو الى تونس ووصلها في ٦ شوال ٧٥٣هـ. وأعانه معاصره فيها ملوك بني حفص، على القيام لاسترداد بلاده من أيدي بني مرين، فغادر تونس سنة ٧٥٨ هـ الى ناحية الجريد، ثم الى كورة تبسة، ومنها تحرك في جموع من القبائل إلى نواحي قسنطينة وبجاية. ودعي من قومه لإنقاذ تلمسان، فزحف الى جهة فاس، سالكا دروبا مختلفة، كان يشن منها الغارات على بني مرين وأنصارهم، فبايعه كثير من العرب وأذعنوا له، ولما دنا من تلمسان، استولى قسم من جيشه على أغادير، ومنها اقتحموا تلمسان في مطلع ربيع الاول سنة ٧٦٥ هـ (١٣٥٩ م) فتلقاه الرؤساء والولاة بالبيعة والتسليم عليه بالإمارة. وانتظمت الدولة في أيامه واستقرت، وضمن لرعيته الامن والرخاء والازدهار. وخرج ابنه عبد الرحمن عليه، فاضطر لقتاله، فالتحق عبد الرحمن بفاس مستنجدا ببني مرين، فانطلق معه جيش منهم، واشتبك أبو حمو في معركة معهم في ناحية الغيران، بجبل بني ورنيد، المطل على تلمسان، وهناك كبابه فرسه، فسقط على الارض، وأدركه بعض أصحاب ابنه عبد الرحمن، فقتلوه قعصا بالرماح،