تيهرت. ولد ونشأ فيها أيام إمارة أبيه، وكان أبوه على صفاء واتصال ودي مع الأمويين أصحاب الاندلس، وقصد أبو اليقظان الحج نحو سنة ٢٣٨هـ فقبض عليه عمال بني العباس (قيل: وهو يسعى في الحرم بمكة) ونقلوه الى بغداد، فسجن. ومات أبوه سنة ٢٤٠هـ، فأفرج العباسيون عنه، فعاد الى تيهرت والثورة قائمة على أخيه أبي بكر (انظر ترجمته) فنزل بحصن " لواتة"، وضعف أبو بكر أمام خصومه، فغادر عاصمته منهزما بعد عامين من ولايته (أواخر سنة ٢٤١هـ) فبويع أبو اليقظان بالإمامة بعده، وحاصر تيهرت مدة ثم دخلها صلحا، واستقر بها إماما مطاعا يحكم ويقضي ويصنف الكتب والرسائل في الرد على المعتزلة وغيرهم الى ان مات عن نحو مئة سنة، قضى منها نحو أربعين سنة في الحكم. وكان عالما ورعا زاهدا، قدرت تركته بعد وفاته فلم تتجاوز سبعة عشر دينارا. وفي اواخر أيامه بدأ ظهور الدعوة الشيعية بالجزائر. (١)
(١) السير ٢٢٢ والأزهار الرياضية ٢: ٢٣٦ وسلم العامة١٤ و٤٣ ومعجم الانساب ١٠١ وتاريخ الجزائر العام ١: ٢٢٧ والبيان المغرب ١: ١٦٧ وفيه: وكانت مدته سبعا وعشرين سنة. والاعلام ٦: ٢٦٥ ودائرة المعارف الاسلامية.