بدأ باخضاع البلاد الخارجة عن نطاق دولته، فاستولى على مازونة وانتزعها من مغراوة سنة ٦٨٦هـ، ثم على ونشريس ومدينة تنس والمدية سنة ٦٨٨هـ، وعلى مغراوة سنة ٦٨٩هـ، وعلى برشك- بين تنس وشرشال- سنة ٦٩٣هـ، وعلى بلاد أخرى فيما بعد حتى انتظم له ملك المغرب الأوسط كله. وهاجمه السلطان يوسف ابن يعقوب المريني سنة ٦٨٩هـ فهزمه أبو سعيد، وجدد زحفه على من استمالهم المرينى فدوخ بلادهم. وأعاد السلطان يوسف كرته عليه سنة ٦٩٥ و ٦٩٦ و ٦٩٧ ففشل في غارته كلها. ثم تمكن من محاصرة أبي سعيد في عاصمة ملكه تلمسان، وطال الحصار واشتد الكرب ببني عبد الواد ونال منهم الجهد والعناء، "وهلك الناس بالجوع والسيف والمنجنيقات" فتوفي أبو سعيد وهو محصور فيها، وذلك لخمس سنين من الحصار، وكانت وفاته يوم السبت غرة ذي القعدة ومدة دولته ٢١ سنة إلا شهرا. (١)
(١) الزركشي ٤٩ ومعجم الانساب ١١٨ وتاريخ الدول الاسلامية ١: ٦٠ وابن خلدون ٧: ٩٥ وتاريخ دول الاسلام ٣: ٢٤ وتاريخ الجزائر العام ٢: ١٢٨ والاعلام ٤: ٣٧٩ وبغية الرواد ١: ١١٧.