الرحمن بن أبي العيش، أبو العباس، المقري التلمساني: مؤرخ، أديب، حافط، كان آية في علم الكلام والتفسير والحديث. ولد بتلمسان، وبها نشأ، وأخذ عن عمه سعيد المقري (التالية ترجمته). وانتقل الى فاس سنة ١٠٠٩ هـ (١٦٠٠م) وحضر مجلس علي بن عمران السلاسي في جامع القرويين، وناقشه في بعض مسائل الفقه، فاعترف له السلاسي بالتفوق عليه وأقر له بقوة الحجة والنباهة. ثم انتقل إلى مراكش في نفس السنة فسر الخليفه المنصور السعدي بمقدمه وأكرمه وقر به. وتعرف المقري في مراكش على جماعة من العلماء والادباء جرت بينه وبينهم مطارحات ومداعبات ومساجلات ذكر بعضها في كتابه "روضة الآس"، وفي منتصف ربيع الثاني سنة ١٠١٠ هـ (سبتمبر ١٦٠١ م) عاد الى فاس ثم غادرها في منتصف ذي القعدة الى مسقط رأسه تلمسان. وفي اوائل السنة ١٠١٣هـ (١٦٠٤ م) قصد فاسا مرة ثانية، فأسندت اليه (سنة ١٠٢٢هـ) ولاية الفتوى والخطابة والامامة في جامع القرويين. وفي أواخر رمضان ١٠٢٧هـ (سبتمبر ١٦١٨ م) خرج للحج، فدخل القاهرة (سنة ١٠٢٨ هـ