بلده، ثم دخل المغرب وعبر الى الأندلس، وانتهت به الرحلة إلى غرناطة. وعاد، فانقطع للاقراء وخدمة العلم. ولما ولي أبو عنان المريني سنة ٧٤٩، واستتب أمره بعد وفاة أبيه (سنة ٧٥٢هـ) ولاه قضاء الجماعة بفاس "فاستقل بذلك اعظم الاستقلال، وأنفذ الحق، وألان الكلمة، واثر التسديد، وحمل الكل، وخفض الجناح، فحسنت عنه القالة، وأحبته الخاصة والعامة". وبنى له أبو عنان " المدرسة المتوكلية " الشهيرة بالطالعة الكبرى. ثم اعتزل القضاء، ورحل الى الأندلس في مهمة كلف بها (جمادي الثانية ٧٥٦هـ). ولما أنهى مهمته "أراد التخلي الى ربه" فوشي به الى أبي عنان، فنقم عليه، وسعى العلماء لديه، فزالت نقمته وعفا عنه " فعاد الى فاس، فتوفي في السنة نفسها، ثم نقلت رفاته- بعد سنة- الى تلمسان مقر أسلافه. ولابن مرزوق الحفيد كتاب في سيرته سماه " النور البدري في التعريف بالفقيه المقري". وللونشريسي كتاب في سيرته أيضا. من آثاره "القواعد" اشتمل على ١٢٠٠ قاعدة، قال الونشريسي في حقه "انه كتاب غزير العلم، كثير الفوائد، لم يسبق الى مثله، بيد أنه يفتقر الى عالم فتاح".