سير أعلام هذا القطر العربي الإسلامي، الذي أدهش العالم بثورته المباركة على الاستعمار، فكاتبت عددا من زملائي الباحثين والمحققين، ورجوت آخرين مشافهة، أن يزودوني بتراجم بعض شعراء وكتاب العصر الأخير، فضنوا علي - مع الأسف الشديد- بما يملكون من معلومات، باستثناء اثنين، هما الدكتور محمد ناصر والأستاذ الهادي الحسني، جزاهما الله خيرا، راجيا أن يجد غيرهما من الباحثين في عملها حافزا لهم على أن يخصوا تاريخ وطنهم وأعلامه البارزين بمزيد من إقبالهم وعنايتهم.
هذا "الضن" من زملائي الباحثين كان مشجعا لي على المزيد من البحث في مصادر تاريخ المغرب العربي، فعولت أن أتقصى هذه المصادر- بدراسة الموضوعات ذات العلاقة برجالات الجزائر، في القديم والحديث، وكان أشق ما في البحث هو تتبع ما انتشر من تراث هؤلاء الرجال الذين هاجروا من بلادهم واستوطنوا ما جاورها، أو بعد عنها، من بلدان. وقد استطعت لحسن الحظ، أن أقف على تراجم جديدة أرجو أن تذلل كثيرا من سبل البحت للباحثين في تاريخ الجزائر.
وكان من الطبيعي، بعد هذا المجهود الذي يمثل ناحية واحدة من مصادر التاريخ الجزائري، أن ألغي فكرة إخراج "المستدرك" وأن أعيد كتابة معظم تراجم الطبعة الأولى، مما يضفي على الكتاب - في طبعته الجديدة- مزيدا من القوة والوضوح.
أما عن ترتيب المواد لهذه الطبعة فلم ألتزم فيه الترتيب الذي ظهر في الطبعة الأولى، وهو الترتيب الأبجدي لأسماء أصحاب التراجم، وإن كان هنالك من نظر إليه بعين الرضا ونقده آخرون. إنما التزمت الترتيب الأبجدي لشهرة المترجم لهم، فمن كانت شهرته "التلمساني" تجد ترجمته (أبجديا) تحت هذه الشهرة، ومثله "الجزائري " و "الوهراني" .. الخ.
وقد يكون للمترجم له أكثر من شهره، وفي هذه الحالة أخذت بالشهرة الأكثر تداولا لدى المؤرخين والباحثين، مثال ذلك: يوسف بن أبي حمو موسى الثاني رابع ملوك الدولة الزيانية (العبد الوادية) بتلمسان، في دورها الثاني،