أبو الفتوح، سيف الدولة، المسمى يوسف: مؤسس الإمارة الصنهاجية بتونس، كان في بدء أمره من قواد المعز لدين الله الفاطمي، وهو الذي أنشأ مدن الجزائر ومليانة والمدية. ولما قتل أبوه (الآتية ترجمته) سنة ٣٦٠هـ، نهض من أشير إلى زنانتة وأخضعهم وثأر لأبيه. فعقد له المعز الفاطمي على عمله أبيه بأشير وتيهرت، وضم إليه الزاب والمسيلة. وعند انتقال المعز إلى مصر سنة ٣٦١هـ استخلفه على افريقية والمغرب، مما عدا صقلية (كانت للكلبيين) وطرابلس الغرب (كانت للكتاميين)، وسماه يوسف بدلا من بلكين، وكناه أبا الفتوح، ولقبه سيف الدولة، وأوصاه بثلاث: أن لا يرفع السيف عن البربر، ولا يرفع الجباية عن أهل البادية، ولا يولي أحدا من أهل بيته.". ثم غزا بلكين المغرب الأوسط وخرب مدينة تيهرت، وحاصر تلمسان حتى نزل أهلها على حكمه. وفي سنة ٣٦٨ هـ أضاف أعمال طرابلس الغرب وسرت وأجدابية إلى ولايته. وفي أيامه خلع أهل المغرب الأقصى طاعة الفاطميين وخطبوا للمروانيين أصحاب الأندلس، فسار إليهم بلكين ودخله مدينة فاس عنوة، واستولى على سجلماسة وبلاد الهبط،