وَالثَّالِث مِنْهَا: أَن يعلم السُّلْطَان أَن السلطة هِيَ الْخلَافَة من الله تَعَالَى، فَيَنْبَغِي أَن يتَصَرَّف فِي عباد الله - تَعَالَى - بالأخلاق الْحَسَنَة، والألطاف المرضية، والرأفة وَالرَّحْمَة، كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام:" تخلقوا بأخلاق الله ".
وكما رُوِيَ عَن رَسُول الله -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- أَنه كَانَ إِذا بعث أحدا من أَصْحَابه فِي بعض أمره، قَالَ:" بشروا وَلَا تنفرُوا ويسروا وَلَا تُعَسِّرُوا ".
وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام:" حسن الْخلق زِمَام من رَحْمَة الله تَعَالَى فِي أنف صَاحبه، والزمام فِي يَد ملك، وَالْملك يجر إِلَى الْخَيْر، وَالْخَيْر يجر إِلَى الْجنَّة، وَسُوء الْخلق زِمَام من عَذَاب الله تَعَالَى فِي أنف صَاحبه، والزمام فِي يَد الشَّيْطَان، والشيطان يجر إِلَى الشَّرّ، وَالشَّر يجر إِلَى النَّار ".
وسئلت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَن خلقه عَلَيْهِ السَّلَام، فَقَرَأت:
{قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون}(الْمُؤْمِنُونَ ١، ٢) إِلَى عشر آيَات.
وَقد مدح الله تَعَالَى نبيه عَلَيْهِ السَّلَام بقوله:{وَإنَّك لعلى خلق عَظِيم}(الْقَلَم ٤) وَقَالَ الْجُنَيْد - رَحمَه الله -: " سمى خلقه عَظِيما، لِأَنَّهُ لم يكن لَهُ همة سوى الله تَعَالَى.