للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال السمرقندي رحمه الله تعالى: لا اله إلا الله مفتاح الجنة، ولكن المفتاح لا بدله من الأسنان حتى يفتح الباب، ومن أسنانه لسان ذاكر طاهر من الذنوب والغيبة، وقلب خاشع طاهر من الحسد والخيانة، وبطن طاهر من الحرام والشبهة، وجوارح مشغولة بالخدمة طاهرة عن المعاصي. (١). أهـ

وقال الحَسَن للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددْتَ لهاذا اليوم؟ قال: شهادةَ أنْ لا اله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نعم العُدة لكن لـ «لا اله إلا الله» شروطاً، فإيَّاكَ وقَذْفَ المُحْصنات. (٢).

ويدل على صحة هاذا القول: أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص:

فقد أخرج البخاري ومسلم: عَنْ أَبِي أَيُّوب رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ أَعْرَابِيّاً عَرَضَ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي سَفَرٍ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ أَوْ بِزِمَامِهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ الله أَوْ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَمَا يُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ فَكَفَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ نَظَرَ فِي أَصْحَابِهِ، ثُمَّ قَالَ: «لَقَدْ وُفِّقَ أَوْ لَقَدْ هُدِيَ» قَالَ: «كَيْفَ قُلْتَ؟» قَالَ فَأَعَادَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَعْبُدُ اللهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، دَعِ النَّاقَةَ» (٣).


(١) انظر تنبيه الغافلين للسمرقندي رحمه الله تعالى- (ص١٩٥) ط دار المعرفة.
(٢) انظر كلمة الإخلاص - للحافظ عبد الرحمان ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى- (ص١١)
(٣) رواه البخاري - كتاب الجنائز - باب وُجُوبِ الزَّكَاة - (ج٢/ص١٣٣) ورواه مسلم -كتاب الايمان - باب بيان الإِيمان الذي يدخل به الجنة وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة- (ج١/ ٣٢) واللفظ لمسلم

<<  <   >  >>