للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى) أي بلا اله إلا الله (١). وقد وعد الله أهل الحسنى بالجنة وزيادة، وهي النظر إلى وجهه الكريم، قال تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (٢).

١٣ - وهي كلمة الإحسان: التي من قالها باللسان، واعتقدها بالجنان، وعمل بالأركان، فجزائه الجنة.

قال الله تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ) فقيل: الإحسان في الدنيا «لا اله إلا الله» وفي الآخرة «الجنة». (٣)

[١٤ - وهي كلمة الحق الثابتة.]

قال الله تعالى: (إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ). أي شهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم. (٤).


(١) قال ابن كثير في تفسيره: قال أبو عبد الرحمان السلمي والضحاك (وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى) أي بلا اله إلا الله. انظر تفسير ابن كثير - سورة الليل الآية:٦) - (ج٤/ص٨٦١).
(٢) انظر تفسير ابن كثير - سورة (يونس: من الآية٢٦) (ج٢/ص٦٧٠).قال ابن كثير: هي تضعيف ثواب الأعمال بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وزيادة على ذلك أيضاً، ويشمل ما يعطيهم الله في الجنان من القصور والحور والرضا عنهم، وما أخفاه لهم من قرة أعين وأفضل من ذلك وأعلاه النظر إلى وجهه الكريم فإنه زيادة أعظم من جميع ما أعطوه لا يستحقونها بعملهم بل بفضله ورحمته.
(٣) قال ابن كثير في تفسيره سورة الرحمان (٤/ ٤٥٥):عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هَلْ جَزَاء الإحْسَانِ إِلاَّ الإحْسَانُ) وقال «هل تدرون ما قال ربكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال «يقول هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة».
(٤) قال ابن عباس رضي الله عنهما: (إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ) أي شهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله. انظر تفسير القرطبي المسمى الجامع لأحكام القرآن -الزخرف:٨٦) (١٦/ ١٢٢).

<<  <   >  >>