للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ما ورد في فضل: «لا اله إلا الله» والتنويه إليها في آيات القرأن الكريم]

* فضائل لا اله إلا الله *

اعلم أن كلمة: «لا اله إلا الله» لها فضائل أشهر من أن تذكر، وأكثر من أن تحصر، قد نطقت بذلك الآيات الكثيرة، والأحاديث الشهيرة.

فهي القطب الذي يدور عليه رحى الإسلام والقاعدة التي يبنى عليها أركان الدين، وهي أعلى شعب الإيمان. وما من علم من علوم الغيب والشهادة إلا وهو منتظم في سلك: «لا اله إلا الله»، فجميع العلوم فروع لعلم: «لا اله إلا الله»، ولهاذا اكتفى بتعليمها للنبي صلى الله عليه وسلم إجمالاً بهاذا اللفظ الموجز، وتفصيلاً بأن أطلعه الله تعالى على ما احتوت عليه من العلوم والأسرار، فقال تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا اله إلا الله) [محمد:١٩]

روي أن عيسى عليه السلام قال: يا رب أنبئني عن هذه الأمّة المرحومة، قال: «أمّة أحمد، هم علماء حكماء كأنهم أنبياء؛ يرضون مني بالقليل من العطاء، وأرضى منهم باليسير من العمل، وأدخلهم الجنّة بلا اله إلا الله. يا عيسى هم أكثر سكّان الجنّة؛ لأنه لم تذلّ ألسن قوم قط بلا اله إلا الله كما ذلّت ألسنتهم، ولم تذلّ رقاب قوم قط بالسجود كما ذلّت به رقابهم» (١).

وقد ورد في فضلها والتنويه إليها آيات كثيرة تفوق الحصر منها:

[١ - أنها كلمة التوحيد التي شهد الله تعالى بها لنفسه.]

فقال تبارك وتعالى: (شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ) (٢)


(١) رواه ابن عساكر كما أورده ابن كثير في البداية والنهاية -بيان شجرة طوبى ما هي وما يتصل بها من الكلام على آيات عيسى ومعجزاته) - (ج ٢/ص ٨٦).
(٢) سورة آل عمران:١٨).

<<  <   >  >>