الشيخ: سبق لنا قبل ذلك أن صوم رمضان يجب بواحد من أمور ثلاثة إما رؤية الهلال أو إكمال شعبان ثلاثين أو أن يكون ليلة الثلاثين غيم أو قترٌ وأن الصواب أنه لا يجب الصوم إن كان هناك غيمٌ أو قتر بل إن هذا حرام وقلنا إننا ندرس هذا الآن يعني في عصرنا هذا دراسة نظرية أما الدراسة العميلة فهذا الأمر راجع إلى ولاة الأمور إذا ثبت عندهم دخول الشهر بأي طريقة رأوها وجب علينا اتباعهم لئلا نشق عصا المسلمين وذلك لأن الشارع له نظر عظيم في عدم الاختلاف أرأيتم المصلي الآن إذا كان مسبوقاً ودخل مع الإمام في الركعة الثانية تختلف صلاته اختلافاً عظيماً لسبب وجوب متابعة الإمام تجده مثلاً يجلس التشهد الأول للإمام وهو غير محل جلوس له ويقوم إذا قام الإمام للركعة الرابعة وهو محل جلوس له فالدين الإسلامي له نظر عظيم في اجتماع الكلمة لأن الأمة إذا تفرقت انشق العصا وكما قلنا فيما سبق إن انشقاق العصا ليس يأتي دفعة واحدة وإنما يكون شيئاً فشيئاً يكون بالأول بالكلام ثم يكون بالسهام وكم من كلمة أوقدت سعيراً عظيماً وهذا هو المشاهد والواقع يشهد له وراقبوا البلدان لتنظروا فيها كيف تكون كلمة توقد نيراناً عظيمة ثم تجد الذين انغمسوا في ذلك الآن يتمنون الخلاص ولا يلقونه، إنسان كلمني بالهاتف من بلاد ما يقول حرية المسلمين في أسبانيا أحسن من حريتهم في بلادنا يقول بلادنا يجبرونا على أن نلبس ثوباً معيناً وألا نلبس القميص وألا نتخذ اللحى وفي أسبانيا البس ما شئت واعف لحيتك وأذن بالصلاة ويجتمع الناس لها كل ذلك من أجل الخلاف على ولاة الأمور لأن ولاة الأمور في الواقع هم الذين بيدهم السلطة وهل من المعقول أن بيضة تلاطم حجرا أو أن شخصاًَ يقابل القنابل بسكين المطبخ؟ ليس بصحيح هذا والإنسان لا يحكم على الشيء بمقتضى نار الغيرة ولكن ينظر للمصالح والمفاسد وما يترتب على ذلك من أذى له ولغيره في المستقبل بل وأذى للدعوة التي كان ينشدها وللدين