بها، لذلك كان إبليس على حق في جوابه، لأن الخالق جعل الأشياء على ما هي عليه من درجات الكمال والسمو (٦٢).
ودافع عن جده إبليس في عدم سجوده لآدم، وأنه محق في هذا (٦٢ فما بعدها).
وقال: إن إبليس اجتاز التجربة التي ابتلاه الله بها بنجاح تام (٧٥).
وزاد: وبما أن الله كافأ إبراهيم وأيوب على صبرهما ونجاحهما وتمسكهما بواجبهما المطلق نحوه يجوز لنا أن نستنتج بأنه سيكافئ إبليس على نجاحه وتضحيته ويعوض عليه ما تكبده من خسارة مفجعة وما عاناه من شقاء وبلاء وغربة (٧٧).
هكذا بكل جرأة ووقاحة.
واعتبر أن إبليس أول بطل مأساوي في الكون، وأن آدم أول انتهازي في الكون (٨٣).
وجزم بأن نهاية حبيبه إبليس ستكون نهاية سعيدة ومرضية (٨٤).
ودعا إلى رد الاعتبار لإبليس، وتغيير نظرتنا التقليدية له، والكف عن كيل السباب والشتائم له، بل ويجب أن نطلب منه الصفح ونوصي الناس به خيرا، بعد أن اعتبرناه زورا وبهتانا مسؤولا عن جميع القبائح والنقائص (٨٥).
ليخلص المهرج إلى النتيجة التي رسمها منذ البداية، وهي: إذا ثبتت براءة إبليس، فلا حاجة ولا فائدة من وجود جنة ونار ولا دين، بل ولا إله كذلك، وبطلت العقائد الدينية جملة وتفصيلا (٨٥ - ٨٦ - ٨٧).
ولقد أحسن العلماني تركي علي الربيعو في قوله عن قراءة العظم هذه لمأساة إبليس: إنه يساهم في إنتاج دين جديد، لنقل إنه دين الشيطان هذه المرة ... أو بصورة أدق: فإنه يساهم في بعث اجتهادات إحدى الفرق الباطنية في الإسلام من عبدة الشيطان إلى الواجهة من جديد (١).
أما القمني فيرى في كتابه الأسطورة والتراث أن إبليس أسطورة (٣٣)