ولنبدأ بسيد القمامة، فذكر في انتكاسة المسلمين (١٦٧) أن الله قام بإبادة جماعية بطوفان نوح.
وقال كذلك مستهزءا بالأديان (٢٥٠): لقد نجحت القيم الإنسانية في توحيد البشرية وتوجيهها نحو قرية واحدة، بينما لم يتمكن أيّ دين من ذلك، وعندما أرسل الله نوحا وأحدث الطوفان، كان الهدف من هذا القرار الرهيب في حق الإنسانية كلها هو التخلص من الآخرين غير المؤمنين لتوحيد البشرية، ومع ذلك لم تتوحد البشرية، فجاء بعد نوح من خرجوا على الدين مرة أخرى.
إلى أن قال في انتكاسته (٢٥١): بينما القيم الإنسانية (١) هي التي أدت للإنجاز الذي يتحقق اليوم تدريجيا لتوحيد البشرية بالعولمة، دون دمار وطوفان وخراب ديار وإبادة الإنسانية على الأرض، إنما بمؤتمرات وحوارات بين الثقافات وما تقوم به اليونسكو الآن في حوارات القرن الحادي والعشرين.
فالله رغم طوفانه لم يستطع توحيد البشرية حسب القمني، بينما العلمانية استطاعت ذلك بفعل العولمة التي تقوم على الحوار والمؤتمرات لا بالطوفان.
هكذا يتم اختزال العولمة الامبريالية الرهيبة المتوحشة حسبما تقول الأدبيات الماركسية التي كان يدين بها القمني في يوم من الأيام.
وهكذا يسخر من الدين وإلهه!!.
وكرر سيد القمامة مرارا في كتابه انتكاسة المسلمين إلى الوثنية (١٥٣) أن الفراعنة والبابليون أسسوا حضارات ودولا عريقة، بينما الإسلام في نظره لم ينشأ دولة ولا حضارة كما تقدم عنه.