للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشمس وخسوف القمر على محمد صاحب الشريعة (١) وما يلم به أو يعتريه خلالهما، وما كان يقوم به من طقوس وشعائر لانجلائهما يتوثق لدينا أنه ابن مجتمعه الذي تربى فيه وعاش في تلافيفه أربعين عاما قبل البعثة واثني عشر بعدها (١٨٦).

يريد أن يقول لنا: إن الإسلام ليس إلا نسخة معدلة من الجاهلية.

فلماذا كل هذا الضجيج والشغب أيها المسلمون؟ ها هو أبو جهل القرن العشرين التقدمي قد بين لنا أننا نسخة كربونية لأبي جهل القرن السابع.

ولا بأس أن نجيب هنا ولو باختصار شديد عن هذه الشبهة التافهة: كان دين إبراهيم عليه السلام الذي هو الإسلام نفسه عقيدة وشريعة مع اختلافات بين شرائع الأنبياء، لكنها متفقة في أصول العقيدة والأخلاق الفاضلة وكثير من العبادات والفضائل. كانت موجودة في الجزيرة العربية.

وكانت تنتشر اليهودية والمسيحية فيها وفي أطرافها، والتي تشترك مع الإسلام في عدة أمور.

تركت هذه الأديان آثارا واضحة على سكان الجزيرة، وبقيت كثير من دين إبراهيم باقيا حتى بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - كالحج والعمرة وتعظيم الكعبة والأضحية والختان وغيرها كثير.

ولهذا كان يقال لمن اتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بداية الدعوة: صابئ، أي: صبأ وعاد لدين إبراهيم.

ودين إبراهيم وكافة الأنبياء هو الإسلام كما قرر القرآن الكريم: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} آل عمران٦٧.

وبالتالي فلما بعث الله نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - أرسله بتجديد الدين الذي كانت بعض بقاياه


(١) تنبه!!.

<<  <   >  >>