ورسوله بمحاربتهم، وكانوا يمضون إلى هذه الحرب مستبشرين، فلم تكن الحرب بالنسبة لهم إلا نصرا يعز به المسلمون أو شهادة تدخلهم في رضوان الله وجنته.
ويقول:
يا رب هبت شعوب من منيتها ... واستيقظت أمم من رقدة العدم
سعد ونحس وملك أنت مالكه ... تدويل من نعم فيه ومن نقم
رأى قضاؤك فينا رأى حكمته ... أكرم بوجهك من قاض ومنتقم
ولعله هنا يتقدم كشاعر وكرجل مسلم تهمه مصلحة المسلمين بالدعاء إلى الله الذي لا إله إلا هو، مالك الملك، يدبر الأمر في الكون ويسير أحوال الخير والشر بين الممالك، لا راد لقضائه مهماحم قضاؤه وإن كان قاسيا على مشاعرنا، فهو رحيم بنا لا ندرك ببشريتنا عمق الحكمة الإلهية العميقة التي أرادها سبحانه.
وأخيرا يقول أمير الشعراء.
فالطف لأجل رسول العالمين بنا ... ولا تزد قومه خسفا ولا تسم
يا رب أحسنت بدء المسلمين به ... فتمم الفضل وامنح حسن مختتم
ليختتم شوقي قصيدته بدعاء فيه التوسل والرجاء، فيدعو الله اللطيف، ويرجوه أن يلطف بالمسلمين، ويتشفع عند الله لهم برسول الله وحبيبه المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، ويكرر الدعاء ليؤكد أن الله قد أحسن إلى المسلمين فاختار من بينهم وبعث فيهم الرسول بهذه الرسالة ويطلب من الله أن يتمم هذه الرسالة وهذا الفضل وأن يمنح المسلمين حسن الختام كما منحهم من قبل حسن البداية، اللهم أحسن ختامنا كما أحسنت بدأنا يا أرحم الراحمين.