للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السماء السابعة حيث سدرة المنتهى وحيث جنة المأوى والعرش العظيم حيث رأى ايات ربه الكبرى.

ويدعو شوقي ربه جل وعلا بالصلاة والسلام على رسوله، ويبين شوقي أنه يظل يحيى الليالي مستيقظا بين الصلاة والصلاة يبكي اشفاقا على أمته ويطلب لها المغفرة والعفو عن زلاتها، ويسبح لله طوال الليال وهو جالس أو متكئ، ويصف شوقي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقناعة النفس ورضاها، فلا سأم هناك ولا ملل ولا شكوى ولا تعب، فمع حبه لله تعالى تهون كل هذه المتاعب، ثم يواصل شوقي الدعاء بالصلاة على ال الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم فهم خلاصة الناس أجمعين، وأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم الذي لا ينطق عن الهوى من هؤلاء الذين اختارهم الله من قديم لحماية البيت العتيق وحمل لوائه، فهم مكرمون عند الله منذ القدم وحتى إذا ما أسود وجه الدهر وهم ذو كرامة وعزة ومهما اشتد عليهم كربهم وبلاؤهم وكذلك يقول:

واهد خير صلاة منك أربعة ... في الصحب صحبتهم مرعية الحرم

الراكبين إذا نادى النبي بهم ... ما هال من جلل واشتد من عمم

الصابرين ونفس الأرض واجفة ... الضاحكين إلى الأخطار والقمم

ليمضي شوقي في الدعاء بالصلاة على الخلفاء الراشدين الأربعة وهم:

(أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضى الله عنهم أجمعين) ويطلب لهم الرحمة من الله، فهم أصحاب رسول الله المرعية صداقتهم وصحبتهم، فالصديق له مالصديقه من حرمة، وبخاصة إذا كانت هذه الصداقة صداقة في الله سبحانه وتعالى وهم الذين لبوا نداء الرسول في الحرب أو في السلم ويقدمون المشورة والنصح في أمور الدنيا التي لم ينزل بها تشريع، وما لهم إلا تنفيذ تشريع الإسلام بقوة. فما أن نزل هذا التشريع فيهم إلا وكانوا المؤيدين والمعضدين والمساعدين لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم في نشر شريعة الله ودعوته، وهم الذين واجهوا معه الشدائد وظلوا صابرين كاظمين الغيظ، عافين عن الكفار حتى أذن الله لهم

<<  <   >  >>