القران، لأنه ليس من شيم الشعراء أن يكتبوا ما لا يعرفون، وهنا نؤكد أن كعب بن زهير قد كتب عما عرفه عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم وهو لم يقصر في ذلك عن وإنما من الممكن أن يكون تقصيره في تناول باقي المعجزات ناتجا عن حداثة عهده بالإسلام، وهو لا يعرف من أصوله وفقهه وتفاصيله إلا النذر عن ووعي اليسير.
أما الإمام البوصيري فقد كتب عن معجزات الرسول صلّى الله عليه وسلّم بالتفصيل وأعطى لكل معجزة من معجزاته فسحة بين أبياته حتى غطى جانبا كبيرا من معجزات الرسول صلّى الله عليه وسلّم التي لم تكن لإبهار الناس، وإنما كانت معجزات تكميلية لاياته الكبرى ومعجزته العظمى القران الكريم الذي انزل عليه من الله جل وعلا.
فيتطرق الإمام البوصيري لتفاصيل دقيقة وردت في السيرة النبوية لابن هشام إذ يذكر دعوة الرسول صلّى الله عليه وسلّم للشجرة فتلبى دعوته، وتسجد له، ثم ينتقل إلى الغمامة التي ظللته وهو مسافر في الصحراء، ومعجزة شق القلب، وهو في طفولته، وانشقاق القمر يوم مولده، ثم يتناول بالتفصيل معجزة الغار وكيف خرج من مكة والكبار يترصدون بيته حاملي السلاح منتظرين خروجه ليقتلوه ثم يتطرق لوجوده مع الصديق في الغار، وكيف أن الله قد أوحى إلى الحمامتين والعنكبوت بالرقاد والنسيج لصرف الكفار عن الغار والانصراف عن ملاحقة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وصاحبه ويعتبر ان الله قد منح الرسول صلّى الله عليه وسلّم وصاحبه رضى الله عنه معجزة تغنيهما عن الخوف وتعطيهما الأمان، ثم ينتقل البوصيري إلى معجزتي الاسراء والمعراج فيتحدث فيهما بنفس مطمئنة واثقة لا قلق يعتريها تجاه هذه الأحداث التي تروع العقل فلا يصدقها إلا مؤمن مصدق قادر على استيعاب هذا الحدث فكيف لإنسان أن يخترق الأرض فيافي وقفارا من مكة المكرمة إلى القدس المشرفة ويجتمع في مسجدها بكل الأنبياء السابقين الذين ماتوا منذ عهود بعيدة.
فهذا سيدنا إبراهيم خليل الله أبو الأنبياء يستقبل اخر الأنبياء وخاتم النبيين على باب المسجد ويقدمه ليؤمهم، فمحمد عليه الصلاة والسلام مقدم على جميع الأنبياء والرسل ثم يصلي بهم ثم يعرج إلى السماوات العلا مخترقا سبع السموات