فشوقي يطلب للمسلمين اللطف من الله عز وجل لأجل رسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم ويطلب اللطف بهم لما هم فيه من ضعف وتشتت وتفرق واستبداد وخضوع لشعوب قامت من موات في غفلة المسلمين، وهنا نجد شوقي يتألم لما ال اليه حال المسلمين فبعد أن كانوا السادة في هذه المعمورة، أصبحوا وقت ان كتب شوقي هذه القصيدة- مستعمرين أذلاء تحكمهم شعوب وأمم كانت تخضع لهم من قبل فتغير الحال وأصبح المسلمون هم المحكومين، فشوقي يتحدث بكل مرارة وأ لم عما حل بالمسلمين وهو الوضع الذي ما زال قائما حتى الان وان تغيرت بعض الملامح وذلك وضع لم يألفه كعب ولا الإمام البوصيري، ومن هنا جاءت كلمات شوقي ومعانيه تنبض بالألم والحسرة، ومن هنا كان دعاؤه حارا وابتهاله إلى الله سبحانه وتعالى أن يغير هذا الوضع وأن يلطف بالمسلمين بفضل رسوله الكريم فقال:
(ولا تزد قومه خسفا ولا تسم) ثم يختتم رجاءه إلى الله سبحانه وتعالى أن يتم فضله على المسلمين وأن يجعل خاتمتهم حسنة كما كانت بدايتهم حسنة، ويلاحظ هنا تميزّ شوقي عن الإمام البوصيري عندما عرض حاجة أمة بأسرها أصابها الضعف والوهن عند المقارنة بالأمم الاخرى، والضعف نابع من داخلها:
ولعل شوقي يقصد في أبياته الأخيرة التي يدعو فيها ربه أن يضع الصورة المثلى لما يجب أن يكون عليه المسلم، الصورة التي لو تحققت في المسلمين الحاليين لعادوا للوضع الذي كانوا عليه في عهد الرسول الأعظم وصحابته الأبرار، فشوقي هنا يدعو الله سبحانه وتعالى ويسأله اللطف بالمسلمين والإحسان إليهم وينبه في نفس الوقت المسلمين إلى أن الله لن يغير حالهم إلا إذا هم غيروا ما بأنفسهم، وجاء هذا المعنى ضمنا عندما أشار إلى صفات الرسول وأخلاقه، وقيمه ومثله، وأخلاق صحابته ومن سار على نهجه، ولعل حرارة دعاء شوقي المتأججة كانت تعبيرا عن الوضع الخطير الذي صار إليه حال المسلمين في عهده الذي عاشه وقت تامر أعداء الإسلام من كل الجهات من الداخل والخارج والذي وصل إلى حد احتلالهم والسيطرة عليهم ونشر مثلهم وقيمهم الخاصة بين المسلمين وهو الحال