الذي لم يعشه الامام البوصيري. وكل ما كان في عصر البوصيري هو صراع داخلي بين المسلمين، فلم تكن القضية المطروحة صراع أمة مسلمة ضد أمة غير مسلمة وإنما صراع بين انخراطهم في الحياة ولذاتها وبين عودتهم إلى الطريق القويم ولذلك كان دعاء البوصيري للمسلمين في الأبيات المتممة للبردة أن يغفر لهم الذنوب بفضل القران الكريم ويفضل الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم.
اذن فشمولية دعاء شوقي للمسلمين أفرادا وأمة جاء تعبيرا عن الحال الذي شهده شوقي وعاشه من ضيعة الأمة الإسلامية وتفككها وخضوعها وسيطرة أمم غير مسلمة بل معادية للإسلام عليها، وكان في دعائه ثورة مسلم معتز كل الاعتزاز بإسلامه كما يجب أن يكون الاسلام وصورته الحقة مجسدة في الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام وعلى صحابته الأبرار.