للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مفهوم المعارضة الأدبية

يقصد بالمعارضة الأدبية النسيج على غرار عمل أدبي اخر، وقد عرفت المعارضة الأدبية قديما حينما بدأ كتاب وأدباء أوروبا بتقليد غيرهم من الكتاب والنقاد وبخاصة الكلاسيكيين (اليونان والرومان) وكانت جودة العمل وقيمته الأدبية تقاس بمدى مطابقته لأعمال أولئك الكتاب، أما على الساحة الأدبية العربية فقد برزت المعارضات وظهرت منذ العصر الجاهلي وقد فسرت بعدة مفاهيم، فمن قائل بأنها احتذاء شاعر بشاعر اخر، ومن قائل أن المعارضة هي أن فلانا سار حيال فلان وعارض فلان كتاب أو قصيدة أو قصة فلان.

والمعارض محب لعمل الاخر ومعجب به ومعترف ببراعة صاحبه، وهذا الاعجاب لا يتقيد بفترة زمنية محددة أو بشخصية دون شخصية «١» .

ونجد هنا اعتراف أمير الشعراء أحمد شوقي باعجابه وتقديره للإمام البوصيري حيث يقول:

المادحون وأرباب الهوى تبع ... لصاحب البردة الفيحاء ذى القدم

ويقول:

الله يشهد أنى لا اعارضه ... من ذا يعارض صوب العارض العرم

وهناك أمثلة كثيرة في أدبنا العربي للمعارضات الأدبية. ولم تكن المعارضة بدافع الضعف، وإنما لاظهار القدرات من خلال التنويع والوقوف على أجود الأعمال الأدبية. كما أصبح شعر المعارضة ذا قيمة أدبية لثقافة الشاعر وما يحيط به من تيارات وروافد أخرى للوقوف على الحياة الاجتماعية التي عاشها تطورها خلال تلك الحقبة الزمنية؛ والذي يتتبع شعر المعارضة، في أدبنا العربي يجد أنه كان متجليا في جميع العصور الأدبية وقد رصد بعض النقاد حركة المعارضة الشعرية تاريخيا كوتأكدوا من ذلك وبالتالي قسموها إلى الفترات التاريخية التالية: -


(١) المعرضات في الشعر العربي.

<<  <   >  >>