للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بين أفرادها في الحق والواجب، فقد ظهرت دولة المسلمين بعد أن كانت غريبة لا أثر لها.

ويقول الشاعر الإمام:

مكفولة أبدا منهم بخير أب ... وخير بعل فلم تيتم ولم تئم «١»

هم الجبال فسل عنهم مصادمهم ... ماذا رأى منهم في كل مصطدم «٢»

وسل حنينا وسل بدرا وسل أحدا ... فصول حتف لهم أدهى من الوخم «٣»

المصدرى البيض حمرا بعد ما وردت ... من العدا كل مسود من اللمم «٤»

ويستطرد الإمام البوصيري فيقول: إن المسلمين يحرصون على الحفاظ على هذا الدين الجديد، كما يصونون المحارم، ويراعون مصلحة أبناء الشهداء كأبنائهم ويدافعون عن هذه الدعوة الإسلامية في كل زمان ومكان، وأن هؤلاء الرجال في دفاعهم عن الدعوه الإسلامية كالجبال التي تصد الرياح العاتية التي تمنع الجيوش المهاجمة ضد هذه الدعوة والدليل على ذلك ما أظهره المسلمون من بلاء حسن ضد المشركين في موقعة حنين وبدر وأحد، ويستدل على هذا برسم صورة لسيوف المسلمين وهي تنهش أجساد الأعداء بحيث أصبحت هذه السيوف حمرا بدمائهم.

ويقول:

والكاتبين بسمر الخط ما تركت ... أقلامهم حرف جسم غير منعجم «٥»


(١) لم تيتم: لم تصر يتيمة، لم تئم: لم تصر إيما أي فاقدة بعلمها أو صلى تئم من التايم وهي فقدان الزوج.
(٢) مصطدم: مكان الاصطدام أي ملتقى الجيش.
(٣) حنين وبدر وأحد: أسماء أماكن وقعت فيها بين المسلمين والمشركين وقائع مشهورة، فصول: قطع من الأخبار، حتف: هلاك، أدهى: أشد بلاء، الوخم: داء كالباسور وقيل الوخم: الوباء.
(٤) البيض: السيوف، إصدارها: جذبها من أجساد الأعداء، العدا: الأعداء.
(٥) الخط: من معاينة مرفأ السفن وكانت تباع فيه الرماح وسميت لذلك الرماح الخطية والمراد بسمر الخط الرماح السمراء، حرف الجسم: طرفه وأي ناحية فيه، منعجم: منقوط الدم وقوله ما تركت أقلامهم حرف جسم غير منعجم: أي لم تترك أسنة رماحهم طرف جسم من أجسام الكفار غير نوال عجمته.

<<  <   >  >>