للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شاكى السلاح لهم سيما تميزهم ... والورد يمتاز بالسيما من السلم «١»

تهدى إليك رياح النصر نشرهم ... فتحسب الزهر في الاكمام كل كمى «٢»

كأنهم في ظهور الخيل نبئت ربا ... من شدة الحزم لا من شدة الحزم «٣»

طارت قلوب العدا من بأسهم فرقا ... فما تفرق بين البهم والبهم «٤»

فيستطرد الإمام البوصيري ليصف فرسان المسلمين بأن رماحهم كانت تصل إلى أجسام الأعداء ولا تترك لهم جزا إلا وبه طعنة رمح أو ضربة سيف، وهذه الأسلحة التي كانت عند المسلمين تمتاز بقوة فتكها وإن الرياح كانت تنقل أخبار نصرهم وتحمل معها رائحة عطرة ندرك من خلالها حلاوة النصر.

ويشبه المسلمين في حزمهم وثباتهم وثقتهم بأنفسهم وهم على ظهور خيلهم كأنهم نبات ضارب بقوة في أرض قوية، وهذا النبات مرده إلى الثقة بالنفس والعقيدة التى اندفعوا للدفاع عنها وليس مردة قوة ربط الحزام وإمساكهم اللجام وعند لقائهم بالأعداء انخلعت قلوب هؤلاء الأعداء من شدة بأسهم وتفرقوا في كل مكان يستوى في ذلك منهم الجبان والشجاع كالماشية حينما تجفل من الخوف.

ثم يقول الشاعر الإمام: -

ومن تكن برسول الله نصرته ... ان تلقه الأسد في اجامها تجم «٥»

ولن ترى من ولى غير منتصر ... به ولا من عدو غير منقصم «٦»


(٦) شاكو السلاح: ذو وشوكة واحدة في أسلحتهم، سيما: علامة، السلم: شجر له شوك يشبه شجر الورد وقيل شجر يدبغ به، تميزهم: تعينهم عن غيرهم لهم سيما تميزهم، لهم علامة تميزهم عن غيرهم.
(١) نشرهم: رائحتهم، الأكمام: جمع كم بكسر الكاف: وهو غطاء الزهر، الكي: الشجاع ولا بس الة القتال.
(٢) ربا: جمع ربوة وهي الأرض المرتفعة، الحزم: بفتح الحاء وسكون الزاي ضبط الأمر والأخذ فيه بالثقة، الحزم: بضم الحاء والزاي: جمع حزام وهو ما يشد بمسرج الفرس أو ما يشد به الوسط.
(٣) بأسهم: شددتهم، فرقا: خوفا، البهم: بفتح الباء وسكون الهاء وهي السخلة البهم بضم الباء وفتح الهاء جمع بهمة وهو الشجاع الذي يستبهم مأثاة على أقرانه أي تخفي عليهم مقاتله.
(٤) اجامها: غياباتها، تجم: تسكت غما وكمدا.
(٥) منقصم: منكسر.

<<  <   >  >>