للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

احل امته في حرز ملته ... كالليث حل مع الأشبال في أجم «١»

كم جدلت كلمات الله من جدل ... فيه وكم خصم البرهان من خصم «٢»

كفاك بالعلم في الأمى معجزة ... في الجاهلية والتأديب في اليتم

ثم يقول الإمام البوصيري: من يستنصر بالله ورسوله لا يقف في طريقه أحد حتى الأسود في عرينها لا تتحرك لمواجهته، ولن نجد أحد منصورا إلا إذا كان مستمدا نصره من رسول الله، ولن نجد عدوا له منكسرا مهزوما، فالرسول يحمي أمته في حصنه المنيع ألا وهو الإسلام، كالأسد يحمي أشباله في غابته، وكثيرا ما جاء المنافقون والمجادلون بالبراهين والأدلة على أنهم على حق، ولكن كلمة الله هي العليا نصرة لرسوله والإسلام، فكانت براهينهم وأدلتهم كالهباء المنثور، ومجادلتهم كانت عظيمة، وتكفيهم معجزتك يا رسول الله إنك أمي لا تعرف القراءة والكتابة، ولكنك كنت عالما بما أوحى الله إليك، ومع إنك يتيم فقد شهد لك الجميع بأدبك وحميد أخلاقك ولا غرو فقد رباك الله على عينه فأحسن تربيتك.

ثم يتوسل إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فيقول:

خدمته بمديح استقبل به ... ذنوب عمر مضى في الشعر والخدم «٣»

إذ قلدانى ما تخشى عواقبه ... كأننى بها هدى من النعم «٤»

اطعمت في الصبا في الحالتين وما ... حصلت الا على الاثام والندم «٥»


(١) حرز: حصن، الليث: الأسد، الأشبال: جمع شبل وهو ولد الأسد، أجم: جمع أجمه وهي الغابة.
(٢) جدل: صراع الجدالة: الأرض، جدلت: رمت في الأرض، جدل: بكسر الدال هو كثير الجدل وبفتح الدال الخصام والخصام بفتح الصاد غلب في الخصام، خصم بكسر الصاد مخاصم أو شديد الخصومة.
(٣) استقيل: أطلب الإقالة أي العفو، الخدم: جمع خدمة وهي المهنة والعمل للناس.
(٤) قلداني: فرضاني والمراد هنا الزماني، النعم: الإبل والشاء، الهدى: ما يهدي به إلى الحرم من النعم ليذبح.
(٥) غي: ضلال، الصبا: الشباب، الإثام: الذنوب.

<<  <   >  >>