أمير الشعراء ونهج البردة ولد أحمد شوقي في حي من أحياء القاهرة يسمى (الحنفي) في اكتوبر عام ١٨٧٠ «١» من أسرة اختلط فيها الدم العربي بدماء أخرى.
ويقال أن جدته كانت وصيفة في قصر الخديوي اسماعيل دخلت بحفيدها حين كان في الثالثة من عمره على الخديوي، فنظر إليه فوجد بصره مشدودا إلى السماء فيطلب بدره من الذهب رماها عند قدمي الطفل، فتحولت عين الطفل إليها وأخذ يلعب بها.
فقال الخديو لجدته: افعلي ذلك معه حتى يتعود، فأجابت إجابتها المشهورة (هذا دواء لا يخرج إلا من صيد ليتك) فقال: تعالي به إلى متى شئت حتى أنثر الذهب تحت قدميه، وقد عاش أحمد شوقي معها في جو مترف فنشأ نشأة ارستقراطية.
دخل شوقي وهو في الرابعة من عمره (كتاب الشيخ صالح) وكانت الدراسة فيه تعتمد على التلقين والحفظ، ثم انتقل إلى مدرسة المبتديان الابتدائية فوجد أن الوسط التعليمي فيها مما يروقه، فانتعشت نفسه، ومال إلى الدرس والتطلع إلى المعرفة، فواصل التحصيل ثم انتقل إلى التجهيزية، وهناك تفوق تفوقا عظيما فكان ترتيبه الثاني على المدرسة كلها.
وينتهي شوقي من دراسته الثانوية في سن مبكرة (١٨٨٥) ثم ينتهي من دراسة الحقوق والترجمة عن الفرنسية (١٨٨٩) وكان في أثناء دراسته للحقوق يتلقى نوعا اخر من الدراسة الأدبية إذ تتلمذ على يد الشيخ/ حسين المرصفي وقرأ معه كتاب (الكشكول) لبهاء الدين العاملي، وشعر البهاء زهير، وكذلك اتصل بالشيخ حفني ناصف ولم يكد ينل إجازة مدرسة الترجمة حتى دعاه الخديوي توفيق وهنأه ووعده بالحاقه بالعمل في القصر، وظل شوقي ينتظر تحقيق هذا الوعد إلى